شغف هدير بالطعام من ”دلع كرشك” لـ ”بنت جمال”
الأكثر مشاهدة
سيدة صغيرة في منتصف العقد الثالث من عمرها، تسيطر بطيب روائح طعامها على عقول وقلوب المارة معًا، الذين يلحظون انهماكها في إعداده وتقديمه لهم بابتسامة أنثوية، بمجرد الاقتراب منها ترى أصناف مختلفة من الأطعمة المصرية الأصيلة، وعلى يمينها سبورة جمّلتها أصنافا وأسعاراً دونت بالطباشير .
تعمل "بنت جمال" في نشاط متواصل يفوق الـ 8 ساعات، وتُقدم على عربتها وجبات شهية، حيث تُدير المطعم بنفسها وتعد وتقدم الأطعمة على حد سواء.
هدير جمال،27 عام، اختارت تحدي خجلها بافتتاح مطعم مُتنقل بين أرجاء المقطم، بسبب شغف متأصل بداخلها ظهر منذ الطفولة تجاه أنواع الطعام المُختلفة.
"دلع كرشك".. البداية
"ماما كانت ساعات بتجبرني أدخل المطبخ" لم تختار هدير حبها للأطعمة ولكن هذا الحب هو من فرض نفسه عليها، فقد اعتادت الفتاة الصغيرة التي لم تكن تبلغ بعد العشر سنوات مساعدة والدتها في إعداد الأصناف الشهية، فتحول حبها لإعداده لشغف لم تستطع الفتاة العشرينية كبح جماحه، فقررت إنشاء صفحة على فيسبوك تبيع بواسطتها أصناف الأطعمة المصرية.
"كل الناس اللي بتيجي تتعزم عندنا بيقولوا أن أكلي حلو جدا وده شجعني أعمل مشروع" استمرت الفتاة العشرينية في مشروعها الأونلاين "دلع كرشك" لمدة عام كامل، استطاعت فيه بناء قاعدة جماهيرية كبيرة، فكانت الطلبات تنهال عليها، الأمر الذي لم تستطع هدير تحمله " كان بيجيلي طلبات يوميا وساعات الوجبات كانت بتوصل لـ 100 وجبة كل يوم وكان محتاج تفرغ" ، فقررت هدير عاشقة الطعام وقف مشروعها بسبب انشغالها في مهنتها، حيث تعمل مدرسة رسم في إحدي الحضانات الكبيرة.
"بنت جمال" بـ 10 آلاف جنيه
حازت هدير على رضا والدتها، التي دعمتها معنويًا وماديًا، فمولت مشروع ابنتها بـ 10 ألاف جنيها، أعدت هدير عدتها للبداية واتفقت على إنشاء العربة وأحضرت جميع الأصناف الأكثر طلبا حسب رؤيتها، ثم خرجت بمشروعها "بنت جمال" إلى النور منذ شهر، وعلى الرغم من قصر المدة استطاعت أن تسيطر على منطقة المقطم بأطعمتها التي لاقت استحسان جميع رواد المنطقة.
لم تحاول هدير التسويق لمشروعها "سيباها على الله" ولكنها تفاجأت عندما وجدت صورها منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فنشرت صديقتها بوست على "فيسبوك" تهنئها فيه على مشروعها الجديد، فوجدت الاثنتان مواقع كثيرة على فيسبوك قامت بمشاركته، فجاءتها الشهرة على طبق من ذهب.
وعمن يساندها في مشروعها أكدت أن والدتها آمنت بها منذ اللحظة الاولى، فضلا عن ذلك خطيبها الذي ساعدها وتيقن أن خطيبته "بنت بميت راجل" على حسب قولها، وأيضا صديقاتها المؤمنات بموهبتها.
"بنت جمال" تتحدي "ابن الأكابر"
سألها شريكها في المشروع عن مدى قبول خطيبها لفكرته؟، فردت تلقائيا أنه لم يكن موافقا ولكنها استطاعت إقناعه، فرد عليها "أومال أنا عمل إيه، وأنا ابن أكابر"، فخرجت منها تلقائيًا إجابة "وأنا بنت جمال" ومن هنا جاءت تسمية المشروع.
"نفسي اسم بابا الله يرحمه يبقى في كل مكان وأقدر أشرفه".. اتخذت هدير تحدي على نفسها بأن تجعل اسم والدها يلمع في كل مكان في القاهرة، فتحلم بافتتاح سلسة مطاعم داخل محافظات مصر تقدم فيها الأصناف المصرية الأصيلة.
الكاتب
ايمان منير
الأربعاء ٠٧ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا